التصميم التعليمي ومبادئ التلعيب

لكل منا قد مارس اللعبة في حياته، سواء كان لعبة الكرة مع مجموعة من الأصدقاء في الملعب أو لعبة باستخدام لوحة الألعاب كالمنوبولي أو لعبة باستخدام الكمبيوتر أو تطبيقات الهواتف المحمولة أو اللوحية، فالألعاب تعتبر جزء من الثقافة ويمكن مشاركتها مع الخبرات والتجارب الإنسانية.

وبالنسبة لمصطلح التلعيب يعني دمج مبادئ الألعاب وقوانينها وعناصرها مع الموقف التعليمي. يزود هذا الدمج فرص كثيرة لمواقف تعليمية غنية بالمعلومات، ومشاركة الطلاب في التعلم، وإتاحة التحفيز للطلاب المتحمسين للعب، وإكساب العملية التعليمة المتعة فضلاً عن القبول.

الطلاب الذين تم تعليمهم من خلال الاستمتاع باللعب والمشاركين بالعملية التعليمة أكثر احتفاظاً للمعلومات من الطلاب المتعلمين بالطريقة التقليدية.

وحقيقة معرفة العلم والنظريات والتي تعتمد عليها مبادئ التلعيب سيساعد على تطبيق أفضل طرق التلعيب وتصميمها بنفسك في الموقف التعليمي.

ما هو مصطلح التلعيب؟

استخدام قوانين ومبادئ الألعاب في مختلف المجالات، وليست هي اللعبة نفسها، أو هي جزء متضمن في اللعبة.

التعليب والتصميم التعليمي:

هو استخدام قوانين وديناميكية الألعاب في الموقف التعليمي من أجل تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة بطريقة ممتعة ومحفزة مثبتة للمعلومات وتقدم تغذية راجعة واضحة وذات مصداقية.

استخداماته في مختلف المجالات:

يستخدم التلعيب في مختلف مجالات الحياة عموما وفي مجال التجارة والإعلام والتسويق والشركات والمنظمات ويستخدم تحديدا في التعليم مجال بحثنا هنا في الفصول الدراسية، أو في التعلم الإلكتروني والتطبيقات التعليمية للهواتف المحمولة.

عناصر التلعيب:

تكررت مصطلحات (آليات – ديناميكية –عناصر) فماذا يقصد بعناصر التلعيب التي تكررت كثيراً؟

نجد الكثير من الألعاب المتعددة والمختلفة في حجمها وأشكالها وأنواعها وآلياتها وأهدافها، إلا أننا نلاحظ عناصر مشتركة بينها جميعا مما يجعلها سمة وميزة متعارف عليها لدى اللاعبين. تلك العناصر فيها من التشويق والتحفيز مما يلفت ويجذب انتباه الطلاب.

لا تقتصر عناصر التلعيب على مجرد النقاط والحصول على شارات أو بطاقات مرحلية أو مكافآت بل على نقاط رئيسة هي: الخيال – الإدراك – لعب الأدوار – القصة – الأهداف. ولتوضيح عناصر التلعيب فهي كما يلي:

تجميع نقاط معينة لكل مرحلة يتم اجتيازها.
تقديم أوسمة وشارات لمن حقق نقاط معينة.
قديم مكافآت مادية أو معنوية.
تحديد المستوى الذي تم الوصول إليه.

مميزات تطبيق مبادئ التلعيب في التعليم:

تفعيل مبادئ التلعيب في مجال التعليم له فوائد ومميزات عديدة منها التالي:

جذب انتباه الطلاب للدرس التعليمي.
مشاركتهم في عمليات ومراحل التعلم.
بث روح التعاون فيما بين الفريق الواحد.
إشعال روح المنافسة بين الفرق وبين اللاعبين في الفريق الواحد.
الإثارة أثناء تطبيق اللعبة.
اكتساب معلومات وخبرات جديدة.
الحرية في التعلم.
اكتشاف قدرات الطلاب المدفونة.
معرفة الميول والرغبات.
معرفة الذكاءات المختلفة للاعبين.
استرجاع المعلومات السابقة وبناء معلومات أخرى جديدة من خلال التعلم بالتلعيب.
تثبيت المعلومات التي تم الحصول عليها من الموقف التعليمي.
احترام الوقت المحدد للعبة ووقت اللاعبين الآخرين.
التشويق للدرس الحالي والدروس القادمة الأخرى.
تحفيز اللاعبين نحو التعلم بالمتعة.

كيف يتم تفعيل التلعيب في العملية التعليمية داخل الفصول الدراسية:

تحويل الدرجات إلى نقاط الكترونية أو نقاط خبرة عند اجتياز الطلاب لمهام معينة كما فعل البروفيسور: لي شيلدون في الجامعة الهندية.
مكافأة الطلاب بالشارات والأوسمة كأن يكافأ الطالب الذي أتم حل المشكلة، أو مشاهدة فديو تعليمي بأوسمة تشجيعا له لمواصلة المراحل في الدرس ويتم تطبيق هذا النوع من التلعيب في ولاية اوكلاهوما الغربية في ماد التكنولوجيا.
دمج ألعاب الفيديو التعليمية في المنهج الدراسي: تتيح للطالب اكتساب المعلومات من خلال المحاولة والخطأ ثم التحدي والفوز وكل ذلك تعتبر محفزات خارجية للطالب تتيح له أن يسلك أفضل الخيارات المتاحة للوصول للهدف.
إثارة روح المنافسة: فقد تم استخدام بعض قوانين الألعاب في المنصات التعليمية للحصول على البطولة في لعبة (التوب هات) Top Hat، حيث يتم تطبيقه في الجامعات والمدارس من خلال التعلم والممارسة وتتيح معرفة مدى اكتساب الطلاب للمعلومة من خلال تحمسهم للحصول على البطولة والتوب هات.
ورغبتهم لمشاهدة أسماؤهم وقد علقت على لوحة الفائزين، كما أنها تتيح معرفة مستوى الطلاب في القراءة مثلاً وتتيح فرصة للطلاب الخجولين للمشاركة باللعبة والإجابة على الأسئلة.

وهناك طرق إضافية مثل:

دمج نظام المكافأة الجماعي: مثل عندما يحقق جميع طلاب الفصل نسبة 80% في الاختبار يتم مكافأتهم جميعا أو عندما يحقق الطلاب إنجازاً كفريق واحد.
تفعيل التلعيب في الواجبات لتشجيع الطلاب نحو التعليم غير الرسمي أو الذاتي لأن المربون يرغبون بممارسة التعليم خارج البيئة الصفية فيزودون الطلاب بمهام خارج الدرس من أجل تلبية الطلاب الشغوفين بالاطلاع في موضوع الدرس التعليمي، وتحفيزهم لاكتساب المعلومات بالترفيه.

وأخيرا، أعدت مايا ماك ميكين انفوجرافيك يلخص عملية التصميم التعليمي ومبادئ التلعيب في ست خطوات سهلة كما ذكرت وقمت بترجمته هي ما يلي:

1- نتائج التعلم Learning outcomes
2- إنشاء فكرة كبيرة Big Idea
3- لعبة القصة المصورة Storyboard the game
4-أنشطة التعلم Learning Activities
5- بناء الفريق Build the team
تطبيق قوانين الألعاب التفاعلية Add dynamics of the game

الخطوة (1) توضيح نتائج التعلم:

استخدم أفعال قابلة للقياس
المهارات الفكرية intellectual skills
معلومات مقروءة أو لفظية verbal information
مهارات إدراكية Cognitive skills
مهارات قيادية motor skills
الموقف التعليمي Attitude

الخطوة (2) اختيار أفكار إبداعية كبيرة:

قد تكون فكرة أو موضوع أو تحدي.
اسأل نفسك ماهي الفكرة التي يمكن أن تثري الموقف التعليمي حتى النهاية؟
حتى يكتسب الطلاب الفكرة، أو يكملون العمل، أو ينجزون التكليف لابد أن يتقنوا نتائج الموقف التعليمي.

الخطوة (3) لعبة القصة المصورة:

الخطوة (4) تصميم أنشطة التعلم:

يحدث التعلم من خلال الموقف التعليمي بما في ذلك الأنشطة اللاصفية، وما يفعله المعلم وما يفعله المتعلم.
عملية التعلم هي مجموعة من الأحداث الخارجية والتي تم تصميمها للمتعلم من أجل دعم العمليات الداخلية للتعلم.
تعلم المفاهيم - تعلم القوانين - التحفيز - الانتباه - الاستنتاج - التواصل- طرح الأسئلة - تبادل المعلومات- الأداء

الخطوة (5) بناء الفرق:

يمكن القيام بالألعاب بشكل فردي أو جماعي ويقترح أن يعمل الطلاب بشكل جماعي لتحسين عملية التعلم ولتطبيق نظرية التعلم الجماعي والتعاوني والنظرية البنائية.

الفرق القوية والمتميزة بتطبيق قوانين عمل الفريق الواحد هي من تتحدى بعضها البعض وتحفز بعضها البعض من أجل تحقيق الغاية من التعلم وهو التمكن من التعلم العميق.

تشكيل مجموعات من مختلف القدرات مثل: العمر – التخصص – الإنجازات – التنوع.

مساعدة المجموعات الأخرى داخل بالفرق مثل: صنع علم الفريق – بناء الثقة – التعرف على أعضاء الفريق – الاستماع – المشاركة.

الإشراف الميداني للمجموعات المتنافسة مثل: سؤالهم عن احتياجهم – إعلامهم بالمخارج – تعليمهم الاستماع النشط.

غرس روح التنافس داخل الفريق مثل: اكتساب نقاط إضافية لوحدة الفريق – وضع أسباب الفوز – تشجيع المحفزات الجوهرية.